بالعربي – وكالات
بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، يبدو أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة ستشهد تحولًا جذريًا، خاصة في ظل عودة شعار “أميركا أولاً” الذي كان سمة بارزة في فترة ولايته الأولى. من المتوقع أن يكون لعودة ترامب تأثير كبير على العديد من الملفات الدولية، وأبرزها الحرب في أوكرانيا.
ترامب، المعروف بنزعته الحمائية واهتمامه المباشر بمصلحة بلاده، تعهّد بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة. وأوضح أنه سيسعى لإجبار كييف على تقديم تنازلات لروسيا، ويعتبر أن هذه الحرب لم يكن يجب أن تحدث أساسًا. كما أبدى ترامب فخره بعلاقته “الجيّدة جدًا” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكدًا أنه سيكون على استعداد لتنظيم لقاء ثنائي معه بعد توليه منصبه في يناير المقبل.
وفي هذا السياق، توقع ليون أرون من معهد الأبحاث الأمريكي “American Enterprise Institute” أن تبدأ سياسة ترامب الخارجية بدبلوماسية شخصية مكثفة مع موسكو، حيث قد يدعو ترامب بوتين للحوار، موجهًا له دعوة: “فلنتكلم عن الموضوع فلاديمير. يمكننا أن نحل هذه المشكلة”.
ومع ذلك، يصعب تحديد نتائج هذه السياسة في ظل تعقيدات الحرب الأوكرانية والمواقف المتباينة بين واشنطن وروسيا. كما أن ترامب سيحتاج إلى الموازنة بين مواقفه الشخصية وواقع السياسة الخارجية الأمريكية التي يقيمها الكونغرس أيضًا، ما قد يشكل عائقًا أمام تقديم تنازلات كبيرة من جانب بوتين بشأن أوكرانيا.
وما من شك أن فوز ترامب هو عودة إلى سياسة “أميركا أولاً”، حيث سيطغى نهج “الانسحاب من التزامات خارجية غير ضرورية” على توجهات الولايات المتحدة، مما قد يغير مجريات السياسة الدولية في السنوات القادمة.