بالعربي- و م ع
الرباط – جرى مساء الخميس بالرباط، تنظيم حفل تسليم جائزة المجتمع المدني في دورتها السادسة برسم سنة 2024، وذلك بحضور شخصيات سياسية وفكرية وفنية وإعلامية وفاعلين من المجتمع المدني.
وتم خلال هذا الحفل الذي ترأسه الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، تتويج سبعة جمعيات وخمس شخصيات من المجتمع المدني، في مختلف أصناف الجائزة التي التي تشمل الجمعيات والمنظمات المحلية، والجمعيات والمنظمات الوطنية، والشخصيات المدنية، وجمعيات ومنظمات المغاربة المقيمين بالخارج، والشخصيات المدنية من المغاربة المقيمين بالخارج.
فبخصوص صنف الجمعيات والمنظمات المحلية، فازت بالجائزة الأولى (80 ألف درهم)، مناصفة، كل من “جمعية بيت بهية للأطفال المتخلى عنهم المعاقين” من بني ملال، عن مبادرة تهدف اساسا إلى الإيواء الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة المتخلى عنهم والتكفل بهم وإدماج الأطفال الذين يعانون من إعاقات متوسطة في المحيط المدرسي، و”جمعية سمنيد للتنمية الاجتماعية” من أزيلال عن مبادرة “مركز الاستقبال العائلي للتميز” الذي يروم مواجهة ظاهرة الهدر المدرسي لدى الفتاة القروية خاصة اليتيمات بأعالي جبال أزيلال.
وعادة الجائزة الثانية (60 ألف درهم) في هذا الصنف إلى “جمعية جوهرة الصحراء لأوضاع المرأة والطفل بالعيون” عن مبادرتها “فضاءات التمكين الاقتصادي للنساء بجهة العيون الساقية الحمراء”.
أما في صنف الجمعيات والمنظمات الوطنية، فقد حازت ” جمعية التنمية المحلية- المغرب” على الجائزة الأولى عن مبادرتها “التكوين، والطاقات المتجددة، والأوكسجين الطبي، والاقتصاد الاجتماعي والتضامني: مقاربة متعددة القطاعات لتحسن الصحة العمومية بإقليم شفشاون”، فيما عادت الجائزة الثانية ل”جمعية الحلقة للعلوم والتكنولوجيا” من الدار البيضاء، عن مبادرة “كسر الحواجز أمام تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المناطق القروية”، سيما في صفوف الفتيات.
وفي صنف جمعيات ومنظمات المغاربة المقيمين بالخارج، فازت بالجائزة الأولى “جمعية الابتسامة الإنسانية” من بروكسيل-بلجيكا، عن مبادرة “SOS SEISME MAROC” التي هدفت إلى المساهمة في تعافي المجتمعات المتضررة من تداعيات زلزال الحوز. أما الجائزة الثانية، فعادت إلى “رابطة الجالية المغربية في قطر”، عن مبادرة “الدوري الرمضاني السنوي في كرة القدم للصالات” التي تهدف أساسا إلى تعزيز العلاقات بين أفراد الجالية المغربية المقيمين بقطر، وتقوية ارتباطهم بوطنهم وبالقيم الحضارية المغربية.
وفي صنف الشخصيات المدنية، فاز السيد يوسف ايت علي ابريم، بالجائزة الأولى، عن مبادرة “ابتكار واختراع أجهزة تكنولوجية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة”. التي تهدف إلى إدماج هذه الفئة في محيطها الخاص والعام وتسهيل حياتها من خلال استعمال التكنولوجيا الحديثة، والمساهمة في تكوين تلاميذ مخترعين ومبتكرين.
وآلت الجائزة الثانية في هذا الصنف إلى السيد الحسن اخواض من تيزنيت، الذي شارك بمبادرة “أولمبياد (تيفيناغ) الوطنية” التي تتوخى المساهمة في إرساء اللغة الأمازيغية في مختلف مناحي الحياة.
أما في صنف الشخصيات المدنية من المغاربة المقيمين بالخارج، فقد عادت الجائزة الأولى، مناصفة، للسيد جلال الدوام، من فيينا، عن مبادرته “منصة حساب الانبعاثات الكربونية التي تسببها مشتريات عملاء بنك رايفايزن الدولي”، والسيدة سعاد النعيمي، من سان مور ديه فوسيه بفرنسا عن مبادرتها “إطلاق وإدارة مشروع توجيهي تجريبي لطلبة سلك الدكتوراه المغاربة” التي تهدف إلى توجيه ودعم طلبة سلك الدكتوراه بجامعة محمد الأول بوجدة، من طرف أطباء وباحثين وأساتذة من المغاربة المقيمين بالخارج مشهود لهم بالكفاءة على المستوى العالمي.
أما الجائزة الثانية في هذا الصنف، فعادت إلى السيد سمير فقي، من فلوريدا بالولايات المتحدة الامريكية، عن مساهمته “رالي السيارات- مسيرة السلام (MOROCCAN Heritage Car Rally) “، التي تهدف إلى الترافع من أجل قضية الصحراء المغربية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد السيد بايتاس، أن جائزة المجتمع المدني تشكل تجسيدا حيا للتقدير والاعتراف الوطني بالمساهمات النوعية والمبادرات المؤثرة لهذه الجمعيات باعتبارها فاعلا ومساهما رئيسيا في بلورة السياسات العمومية وطنيا ومحليا، وهو الاعتراف الذي أطره دستور المملكة، وكرسته التوجيهات المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأبرز الوزير “التقدير الكبير” الذي أصبحت تحظى به جائزة المجتمع المدني، والإقبال المتزايد عليها الذي عكسته الترشيحات التي انتقلت من 280 ترشيحا سنة 2023 إلى 472 ترشيحا خلال الدورة الحالية.
من جانبها، أكدت رئيسة لجنة تحكيم هذه الدورة، السيدة نجيمة طاي طاي، أن هذه الجائزة تشكل مناسبة لتكريم الفعل المدني الذي يعكس قيم المغاربة الأصيلة في التضامن، وكذا تثمين إسهامات مبادرات المدنية لمغاربة العالم.
وأبرزت طاي طاي في هذا الصدد أدوار المنظمات المدنية في تدبير الشأن المحلي وفقا لاحتياجات الناس وأولوياتهم، والمساهمة في عملية الإصلاح والتنمية الشاملة.
وتم بهذه المناسبة الإعلان عن إحداث “الكتاب الذهبي” بالمنصة الوطنية للجمعيات «société-civile.ma»، وهو فضاء توثيقي خاص بالمنجزات الرائدة للجمعيات المغربية وجمعيات مغاربة العالم، حيث سيتم إغنائه تدريجيا بالمنجزات المتوجة في دورات جائزة المجتمع المدني، وكذا بالمبادرات الجمعوية الرائدة على المستويين الوطني والمحلي، وبالإنجازات المتميزة لجمعيات مغاربة العالم.