حقق المنتخب الوطني المغربي لأقل من سبعة عشر عامًا إنجازًا هامًا، حيث حجز مقعدًا له في الدور نصف النهائي المرموق لبطولة كأس الأمم الإفريقية للناشئين، المغرب 2025. وقد جاء هذا التأهل المستحق عقب انتصار ثمين على منتخب جنوب إفريقيا بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، في المواجهة التي احتضنها ملعب البشير بمدينة المحمدية، ضمن منافسات الدور ربع النهائي من هذه البطولة القارية الهامة.
انطلقت مجريات اللقاء بسيطرة وطموح مبكر من جانب عناصر المنتخب المغربي الشاب، الذين أظهروا عزمًا واضحًا على افتتاح التسجيل في أقرب وقت، بهدف فرض أسلوب لعبهم والتحكم في سير المباراة، والتطلع نحو تعزيز تقدمهم بهدف آخر يقربهم خطوة إضافية نحو بلوغ المربع الذهبي. وفي المقابل، اعتمد لاعبو منتخب جنوب إفريقيا على استراتيجية الهجمات الخاطفة والمرتدة، سعيًا لاستغلال أي ثغرة في الدفاع المغربي وتسجيل هدف مفاجئ يقلب موازين اللقاء.
وبعد تبادل للعديد من المحاولات الهجومية من كلا الطرفين، والتي لم تُثمر في البداية، تمكن المنتخب الوطني المغربي أخيرًا من هز الشباك وافتتاح عداد الأهداف في الدقيقة الثالثة عشرة، وذلك بفضل هدف حمل توقيع اللاعب المتألق إسماعيل العود. هذا الهدف منح المنتخب المغربي الأسبقية في النتيجة، وأجبر المنتخب الجنوب إفريقي على التخلي عن حذره الدفاعي والانطلاق نحو مناطق المغاربة بحثًا عن هدف التعادل، من أجل العودة إلى أجواء المنافسة ومحاولة قلب الطاولة لاحقًا. وعلى إثر ذلك، شهدت الدقائق التالية من عمر المواجهة صراعًا وتنافسًا قويًا بين الفريقين، مع سعي حثيث من كليهما للوصول إلى مرمى الخصم وتسجيل المزيد من الأهداف.
ومع انطلاق أحداث الشوط الثاني، نجح منتخب جنوب إفريقيا في تعديل النتيجة سريعًا، حيث تمكن اللاعب نيو بوهولوكو من هز الشباك المغربية في الدقيقة الرابعة والخمسين، لتعود بذلك المباراة إلى نقطة التعادل، ويشتعل التنافس من جديد بين المنتخبين سعيًا لتسجيل هدف التقدم الذي سيمنح صاحبه بطاقة العبور إلى الدور نصف النهائي، لمواجهة الفائز من المباراة التي ستجمع بين منتخبي كوت ديفوار والسنغال. وقد اتسمت الدقائق التالية من اللقاء بحذر وندية كبيرين من كلا الجانبين، مع محاولات هجومية متنوعة بحثًا عن هز الشباك للمرة الثانية.
إلا أن رد المنتخب الوطني المغربي جاء سريعًا وقويًا، حيث تمكن اللاعب زياد باها من إعادة التقدم لمنتخب بلاده بتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة الحادية والستين. ولم يكتفِ باها بذلك، بل عاد ليُعزز تفوق المغاربة بهدف ثالث بعد دقيقتين فقط، ليقترب بذلك “أشبال الأطلس” خطوة كبيرة من حجز مكان لهم في المربع الذهبي للبطولة. في المقابل، بات منتخب جنوب إفريقيا تحت ضغط مضاعف، حيث أصبح مطالبًا بتقليص الفارق أولًا، ثم البحث عن هدف التعادل على الأقل من أجل جر المباراة إلى الأشواط الإضافية. وعلى الرغم من ذلك، استمرت الندية والإثارة في مجريات اللعب، مع أفضلية نسبية للمنتخب المغربي الذي بدا أكثر ثقة بعد تسجيل الهدفين المتتاليين.
وفي ضوء هذا الانتصار المستحق، ينتظر المنتخب الوطني المغربي في الدور نصف النهائي مواجهة الفائز من اللقاء الذي سيجمع بين منتخبي كوت ديفوار والسنغال، والمقرر إقامته غدًا الجمعة. تتجه الأنظار الآن نحو هذه المواجهة المرتقبة لتحديد الطرف الثاني في المباراة النهائية، بينما يتطلع الجميع إلى مواصلة المنتخب المغربي لمشواره الناجح في هذه البطولة القارية.