انتقال الحرب التجارية بين أمريكا والصين لتشمل قطاع الطاقة

تتصاعد حدة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين لتشمل قطاع الطاقة بشكل كامل، حيث توقفت الصين تمامًا عن استيراد الغاز الطبيعي المسال (LNG) من الولايات المتحدة.
تشير البيانات إلى أن آخر شحنة من الغاز الطبيعي المسال الأميركي وصلت إلى الصين في أوائل شهر فبراير الماضي، وذلك قبل أن تفرض بكين تعريفة جمركية بنسبة 15% على واردات الغاز الطبيعي المسال الأميركي، والتي رفعتها لاحقًا إلى 49%. ونتيجة لهذه التعريفات، أصبح الغاز الطبيعي المسال الأميركي غير مجدٍ اقتصاديًا بالنسبة للمستوردين الصينيين، مما أدى فعليًا إلى توقف هذا التبادل التجاري.
وقد صرح محللون بأن من غير المرجح أن يقوم المستوردون الصينيون بتوقيع عقود جديدة للغاز الطبيعي المسال الأميركي في ظل هذه الظروف التجارية المتوترة.
تجدر الإشارة إلى أن الصين كانت تستورد كميات متزايدة من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، ووصلت وارداتها إلى ذروتها في عام 2021، حيث شكل الغاز الأميركي 11% من إجمالي واردات الصين من الغاز الطبيعي المسال. ومع ذلك، انخفضت هذه النسبة بشكل ملحوظ في عام 2024 لتصل إلى 6% فقط، ويبدو أنها تتجه نحو الصفر في الوقت الحالي.
في المقابل، تقوم الشركات الصينية التي لديها عقود طويلة الأجل لشراء الغاز الطبيعي المسال الأميركي بإعادة بيع معظم هذه الشحنات إلى أوروبا، حيث الأسعار أعلى ولا توجد تعريفات جمركية مماثلة.
هذا التوقف الكامل لواردات الغاز الطبيعي المسال الأميركي يمثل تصعيدًا كبيرًا في الحرب التجارية بين البلدين، ويشير إلى أن الخلافات الاقتصادية تتوسع لتشمل قطاعات حيوية مثل الطاقة. من المتوقع أن يكون لهذا التطور تداعيات كبيرة على أسواق الغاز العالمية وعلى العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين.