في خطوة محورية تعكس التزام المملكة بتعزيز موقعها على خارطة التجارة العالمية، أعلن المغرب عن انضمامه الرسمي إلى مبادرة تأمين الحاويات (Container Security Initiative – CSI) الأمريكية. يمثل هذا القرار الاستراتيجي إضافة نوعية لميناء طنجة المتوسط، مرسخًا دوره كمركز لوجستي عالمي منافس لأبرز الموانئ في حوض البحر الأبيض المتوسط. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز مستويات الأمن في التجارة الدولية وتيسير تدفق البضائع، مما يدعم مكانة الميناء كمنصة لوجستية موثوقة وعالية الكفاءة.
تم تتويج هذا الانضمام بالتوقيع على الاتفاقية ذات الصلة في 17 يونيو 2025، بمشاركة فعالة من الإدارة المغربية للجمارك والضرائب غير المباشرة. يُنتظر أن يمنح هذا التوجه الجديد المغرب امتيازات جمركية ولوجستية ذات أبعاد استراتيجية، لعل أهمها تسريع الإجراءات الجمركية للتخليص، مما سيؤدي إلى تقليص ملحوظ في أوقات الانتظار ويعزز من مرونة وفعالية سلاسل الإمداد اللوجستية.
و تخفيض التكاليف التشغيلية المرتبطة بالاستيراد والتصدير، وهو ما سيساهم في دعم تنافسية الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والدوليين.
كذلك تعزيز الجاذبية الاستثمارية للموانئ المغربية، خاصة ميناء طنجة المتوسط، لدى شركات الشحن العالمية، والمستثمرين، والمصدرين، ومختلف الأطراف الاقتصادية المعنية، مما يدعم جذب رؤوس الأموال والأنشطة التجارية ذات القيمة المضافة.
تستند هذه المبادرة إلى أطر التعاون القائمة، بما في ذلك اتفاقية المساعدة الإدارية المتبادلة الموقعة عام 2013، وتتماشى مع أفضل الممارسات الدولية المتبعة في الموانئ الرائدة عالميًا كألخيثيراس، مارسيليا، وجويا تاورو. ويؤكد هذا الانضمام الرؤية الاستشرافية للمملكة، تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس، الرامية إلى ترسيخ مكانة المغرب كقطب لوجستي حيوي، وهو ما يتجسد في التطور المتواصل والنمو المتسارع الذي يشهده ميناء طنجة المتوسط على مدى السنوات الأخيرة.