سلطنة عمان: “حمّام الهنا”.. عرض مسرحي يستثمر فيزياء الجسد

بالعربي – العمانية

عمّان /العُمانية/ تمحورت فكرة المسرحية التجريبية “حمّام الهنا” للمخرج الأردني هشام سويدان حول مقولة “الشجاعة تقود إلى النجاة، والخوف يقود إلى الموت”.

وقدمت المسرحية التي عُرضت ضمن فعاليات الموسم المسرحي الأردني، مشاهد أدائية تسلط الضوء على مشاكل الرجل العامة وهواجسه الداخلية الخاصة، مؤكدة فكرة “الحبس النفسي والروحي في قوالب تحت مسمى الرجولة”.

قُسمت الخشبة إلى ثلاث طبقات بما يستجيب لرؤية المسرحية، تمثلت الأولى في مقدمة الخشبة القريبة من الجمهور، وجاءت الثانية فوق المسرح الظاهرة للعيان، واختير للثالثة عمق المسرح.

وفي مفتتح المسرحية، ظهر عدد من الرجال جالسين فوق الخشبة، في حالة سكون في البداية، ثم في حالة صراع تجبر كلًا منهم على حمل دلو الماء الفارغ ومغادرة المكان سيرًا فوق الخشبة الظاهرة للجمهور، ويبدو التنافر واضحًا بينهم من خلال محاولة كلّ منهم الزحف بعيدًا عن الذي يجلس إلى جواره، وهو ما وضع المشاهدين في حالة ترقب لمعرفة أسباب هذا التنافر وقراءة معانيه فيما بعد.

أما المشهد في عمق المسرح، فكان يمثّل رجلين يقومان بحركات أدائية تبدو رتيبة، ويهتزان كما لو أنهما عقربا ساعة، ثم يتحرر المشهد من رتابته حين يغيّران من وضعيتيهما أو يغادران تلك الخشبة أو يصعدانها مجددًا، وكانت هذه الطبقة من المسرح تمثل الصراع النفسي الداخلي للشخصيات، وتجسد مشاعرها من قلق وخوف وترقب.

قام العرض بمجمله على استثمار فيزياء الجسد وأدائه الحركي، بينما جاءت الحوارات قليلة ومقتضبة، وقدّم الممثلون مشاهد حركية أبرزت الصراع وفق مستويات عدة، فهو تارة صراع بين الرجال، وتارة أخرى صراع داخلي تعاني منه كل شخصية على حدة، وتارة ثالثة صراع مع المرأة التي ظهرت كفكرة أو هاجس ينتاب الرجل.

وفي لعبة قلب الأدوار، تسيطر شخصيات ذات سلطة على شخصيات ضعيفة وتجبرها على الاستسلام وتخضعها لأوامرها، وهنا يظهر كما لو أن الإنسان فقدَ جوهره وتحوّل إلى تابع خانع لا يفكر أو يتمسك بإرادته الخاصة، وكل ما يفعله هو تنفيذ الأوامر الموجهة إليه ممن يمتلك القوة.

ولعبت الإضاءة التي صمّمها ماهر جريان دورها في سير الأحداث والتركيز على مشاهد بعينها تظهر ضمن طبقة من طبقات المسرح، إذ تمت إضاءة الخلفية التي تقع في العمق بألوان هادئة كي لا تطغى على الأحداث الرئيسة التي تدور على الخشبة، كما ترافقت هذه الإضاءة بألوانها وتشكيلاتها مع الصراعات التي كانت تتأجّج على الخشبة.

أما السينوغرافيا فجاءت بسيطة ومحددة، حيث نُصب على طرف المسرح صندوق خشبي عريض، ومثله في الخلفية نُصب على الطرف الآخر، وحضرت دلاء الماء الحديدية في إشارة إلى محتويات الحمّام العام، كما ارتدى الممثلون ملابس تناسب المكان الذي تدور فيه جميع أحداث المسرحية.

شارك في أداء الأدوار بالمسرحية: مثنى الزبيدي، وسيف المشاقبة، وعمر أبو غزالة، وأحمد إسماعيل، وكريم كرم.

مرحلة ما بعد القادم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  • الأكثر مشاهدة
  • الأكثر تفاعلا
  • أحدث المقالات

Recent News

مرحبا بك مرة أخرى!

تسجيل الدخول إلى الحساب الخاص بك أدناه

استرداد كلمة المرور الخاصة بك

الرجاء إدخال اسم المستخدم الخاص بك أو عنوان البريد الإلكتروني لإعادة تعيين كلمة المرور الخاصة بك.