بالعربي- و م ع
وتميز هذا الحفل الذي نظم بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وحضرته شخصيات من عالم السياسة والثقافة والإعلام، بإلقاء شهادات وكلمات في حق العلامة الراحل المختار السوسي الذي كان “رائدا من رواد النهضة العلمية والفكرية بالمغرب”، وأثرى الخزانة المغربية والعربية بمؤلفات قيمة، وساهم في بعث الثقافة الأمازيغية.
وقال رئيس مؤسسة الفقيه التطواني، أبو بكر الفقيه التطواني، في كلمة بالمناسبة، إن هذه الجائزة تندرج في إطار مشروع “ذكرى الوفاء” الذي أطلقته المؤسسة بغرض إحياء ذكرى أسماء راسخة في التراث الفكري والثقافي المغربي الغني، حيث ستحمل سنويا اسم واحد من هذه الأسماء، وستكافئ الأبحاث الجادة التي تناولتها بالدراسة والبحث العلمي.
وفي كلمة باسم عائلة العلامة محمد المختار السوسي، أعرب نجله، رضا الله عبد الوافي، عن الامتنان لمبادرة مؤسسة الفقيه التطواني تنظيم هذه الجائزة التي تحيي ذكرى والده وتحتفي بالباحثين في تراثه.
وأعلن عبد الوافي بهذه المناسبة عن قرب إصدار كتاب بعنوان “التراتبية في الكشف والبيان عن مؤلفات المختار السوسي حسب الزمان والمكان”، وهو كتاب يقع في 836 صفحة، ويتوزع على جزأين.
وضمت اللجنة العلمية لهذه الدورة من الجائزة كلا من الكاتب والفاعل الثقافي، أحمد عصيد، والأستاذ الباحث، عمر حلي، ورئيس مؤسسة الفقيه التطواني، أبوبكر الفقيه التطواني، والكاتبة لطيفة باقا، والأستاذ الباحث، كمال الهشومي.
وقال عصيد بالمناسبة إن هذه المبادرة تعد بمثابة “اعتراف مزدوج”، فهي أولا اعتراف متجدد بشخصية المختار السوسي “الفذة نادرة المثال”، وهي ثانيا اعتراف بالجهد العلمي والأكاديمي الذي يبذله الباحثون الذين يشتغلون على فكره وتراثه.
وأشار عصيد إلى اللجنة العلمية اعتمدت ثلاثة معايير أساسية في اختيار العمل الفائز، وتتمثل في “الطابع الاكاديمي الرصين”، و”الجهد المبذول وتقديم الجديد”، و”الاقتراب من روح العلامة الراحل وجوانب من شخصيته”.
وتميز هذا الحفل بالإعلان عن الفائز بجائزة المختار السوسي، ويتعلق الأمر بالباحث والكاتب محمد خليل الذي تسلم بالمناسبة الدرع التكريمية من يدي رئيس المحكمة الدستورية، محمد أمين بنعبد الله.
وكانت مؤسسة الفقيه التطواني أكدت في إعلان إطلاق الجائزة قبل عام إن منحها اسم العلامة المختار السوسي يستند إلى ما تحمله هذه الشخصية من معان ودلالات لأحد الرواد والذين أثروا المشهد الثقافي بالمملكة في شتى المجالات الفكرية والأدبية.
كما يأتي إطلاق اسم المختار السوسي على هذه الجائزة تثمينا للروابط المتينة التي تجلت في إعلانه لفكرة تعدد الإبداع المغربي من خلال لغتيه الرسميتين العربية والأمازيغية، إذ تشكل شخصيته وكتاباته أكبر تعبير عن تلاحم اللغتين وزخمهما الثقافي والحضاري وتفاعلهما الممتد عبر التاريخ المغربي.
يشار إلى أن مؤسسة الفقيه التطواني، تأسست سنة 2010 ويوجد مقرها بسلا. وتهدف المؤسسة إلى الحفاظ على ذاكرة وتراث الفقيد، والعمل على تداوله بين المهتمين بالحقل الثقافي.
كما تروم المؤسسة التعريف بنساء ورجالات المغرب وتكريمهم، وترسيخ ودعم الهوية الثقافية الوطنية، علاوة على المساهمة في ترسيخ حب العلم والثقافة لدى الأطفال والشباب.