بالعربي- قنا
واشنطن – أظهر تقرير حديث للبنك الدولي أن الدول الفقيرة دفعت مبلغاً قياسياً بلغ 1.4 تريليون دولار في عام 2023 لسداد ديونها الخارجية؛ وذلك بسبب الارتفاع المستمر في أسعار الفائدة العالمية.
وكانت من بين هذه البلدان، الدول الأكثر فقراً وضعفاً هي الأكبر تأثراً، حيث دفعت 96.2 مليار دولار لخدمة ديونها، بما في ذلك 35 مليار دولار فقط كتكاليف فائدة، وهو رقم قياسي آخر.
وتستفيد الدول الأكثر فقراً، التي تعد مؤهلة للحصول على قروض من المؤسسة الدولية للتنمية (الوكالة التابعة للبنك الدولي)، من برامج تمويل ميسرة، لكنها تجد نفسها الآن في موقف اقتصادي صعب نتيجة الارتفاع الكبير في أسعار الفائدة العالمية، فقد تضاعف سعر الفائدة المدفوع على قروض الدائنين الرسميين، ليصل إلى أكثر من 4%، ما أدى إلى زيادة أعباء خدمة الديون بشكل غير مسبوق.
وقد كشف تقرير صادر عن معهد التمويل الدولي، في مايو الماضي، أن إجمالي الدين العالمي سجل مستوى قياسيًّا جديدًا خلال الربع الأول 2024، بلغ 315 تريليون دولار.
وأدى ارتفاع أسعار الفائدة إلى زيادة تكاليف خدمة الديون الخارجية، حيث فرض الدائنون من القطاع الخاص معدلات فائدة بلغت 6%، وهي أعلى معدلات منذ 15 عاماً، رغم انخفاض أسعار الفائدة في بعض الاقتصادات المتقدمة، مثل الولايات المتحدة، إلا أن البنك الدولي يشير إلى أن هذه الأسعار ستظل أعلى من المتوسط الذي كان سائداً قبل جائحة كوفيد-19.
وتشير التوقعات إلى أن الدول الفقيرة ستظل تواجه تحديات في سداد ديونها خلال السنوات المقبلة، خصوصًا مع استمرار أسعار الفائدة المرتفعة، ما يجعل الوضع المالي لهذه الدول أكثر تعقيداً، ما سيزيد من الضغط على اقتصاداتها الهشة، في ظل هذه الظروف، لتصبح الحاجة إلى دعم دولي أكبر وأكثر إلحاحاً، سواء من خلال إعادة هيكلة الديون أو تقديم تمويل ميسر لدعم هذه البلدان في مواجهة أعبائها المالية.