أعلنت وزيرة خارجية النيجر عن إلغاء مشروع أنبوب الغاز النيجيري الأوروبي العابر للنيجر والجزائر وهو مايعتبر تطوراً بالغ الأهمية، يحمل في طياته تداعيات اقتصادية وجيوسياسية واسعة تتجاوز الأطراف الثلاثة المعنية مباشرة. هذا القرار، الذي جاء في ظل تصاعد حدة التوتر الدبلوماسي بين نيامي والجزائر.
الخلافات الدبلوماسية الأخيرة بين النيجر والجزائر، والتي يُعتقد أنها تفاقمت على خلفية تعامل الجزائر الأخير مع ملفات الهجرة وتحديداً ترحيل مواطنين نيجريين، كشفت عن هشاشة أسس هذا التعاون الطموح. قرار الإلغاء يسلط الضوء على مدى تأثير الخلافات السياسية والأزمات الدبلوماسية على المشاريع الاقتصادية الكبرى.
إن تجميد أو إلغاء مثل هذا المشروع الضخم لا يؤثر فقط على الآمال المعلقة على إيرادات الغاز المستقبلية لكل من نيجيريا والجزائر والنيجر، بل يمتد تأثيره ليشمل تطلعات أوروبا لتنويع مصادر طاقتها وتقليل اعتمادها على موردين تقليديين في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية. كما أنه يثير تساؤلات حول البدائل المتاحة أمام نيجيريا لتصدير غازها، والخيارات الاستراتيجية التي قد تلجأ إليها أوروبا لضمان أمن إمداداتها من الطاقة.