بصفتها مركزًا محوريًا للتبادل الثقافي والاقتصادي، تستعد مدينة مراكش المغربية لاحتضان حدث بارز يجمع صناع القرار والفاعلين الاقتصاديين من ضفتي المتوسط ومنطقة الخليج العربي. يتعلق الأمر بـالمنتدى البرلماني الاقتصادي للمنطقة الأورومتوسطية والخليج، وهو لقاء رفيع المستوى يهدف إلى تعزيز التعاون والشراكة بين هذه الأطراف الفاعلة.
أهمية المنتدى وأهدافه
يأتي تنظيم هذا المنتدى في سياق جيوسياسي واقتصادي يتسم بالتحديات والفرص على حد سواء. ويسعى المنتدى إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، منها:
* تعزيز الحوار البرلماني والاقتصادي: يوفر المنتدى منصة فريدة للبرلمانيين ورجال الأعمال لتبادل وجهات النظر حول القضايا الاقتصادية الراهنة، وبحث سبل تجاوز العقبات التي قد تعترض النمو المشترك.
* دفع عجلة الاستثمار والشراكات: من المتوقع أن يركز المنتدى على تحديد مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري، وتشجيع إبرام اتفاقيات وشراكات مثمرة بين القطاعين العام والخاص في دول المنطقة الأورومتوسطية والخليج.
* بحث التحديات المشتركة: سيتناول المشاركون قضايا حيوية مثل الأمن الغذائي، التغيرات المناخية، التحول الرقمي، وآثار التوترات الجيوسياسية على الاقتصاد الإقليمي والدولي. ويهدفون إلى صياغة حلول مشتركة لمواجهة هذه التحديات.
* تقوية الروابط الثقافية والتاريخية: بالإضافة إلى البعد الاقتصادي، يسعى المنتدى إلى استثمار الروابط الثقافية والتاريخية العميقة التي تجمع هذه المناطق لبناء أساس متين لعلاقات تعاون مستدامة.
تعتبر استضافة مراكش لهذا المنتدى تأكيدًا على المكانة المحورية للمملكة المغربية كجسر يربط بين أوروبا، إفريقيا، والشرق الأوسط. فالمغرب، بفضل سياسته الخارجية المتوازنة وانفتاحه الاقتصادي، أصبح لاعبًا رئيسيًا في تعزيز الحوار والتعاون الإقليمي والدولي.
كما أن اختيار مدينة مراكش تحديدًا ليس صدفة؛ فالمدينة الحمراء تُعرف بكونها مركزًا سياحيًا واقتصاديًا عالميًا، وتوفر بنية تحتية متطورة لاستضافة الفعاليات الكبرى، مما يضمن نجاح هذا المنتدى الهام.
يُنتظر أن يخرج المنتدى بتوصيات عملية ومبادرات ملموسة تساهم في تعزيز التنمية المستدامة في المنطقة الأورومتوسطية والخليج. ومن شأن هذه اللقاءات أن تفتح آفاقًا جديدة للتعاون البرلماني والاقتصادي، مما يعود بالنفع على شعوب هذه المناطق ويعزز الاستقرار والازدهار المشترك.