تطورات إيجابية تشهدها الدبلوماسية المغربية، حيث تتوالى الإعلانات الداعمة لوحدة المغرب الترابية من عواصم دولية مختلفة. آخر هذه التطورات جاء من العاصمة السورية دمشق.
ففي خطوة ذات دلالات سياسية مهمة، قامت سوريا بإنهاء أي وجود رسمي أو رمزي لكيان “البوليساريو” الانفصالي على أراضيها. وقد اعتبر مراقبون هذه الخطوة تطورًا ملحوظًا في موقف دمشق تجاه قضية الصحراء المغربية، وتجسيدًا لانفتاح سوري جديد على العالم العربي، يهدف إلى تصحيح مواقف سابقة.
يأتي هذا التطور بعد موقف مماثل أعلنته كينيا، حيث أعربت عن دعمها المتزايد لوحدة الأراضي المغربية. ويعكس هذا النجاح الذي تحققه الرباط في إعادة رسم خريطة تحالفاتها الإقليمية والدولية، وتعزيز حضورها في مناطق جيوسياسية حساسة.
في ظل تزايد العزلة الدولية لـ “البوليساريو”، تؤكد الدبلوماسية المغربية على نهجها القائم على الحوار والاحترام المتبادل والعمل الميداني الهادئ، بعيدًا عن التوترات والمزايدات الإعلامية.
يرى متابعون أن خطوة سوريا تحمل رسائل مهمة للأطراف الإقليمية والدولية بخصوص ضرورة احترام وحدة الدول وسيادتها. ويؤكدون أن المبادرات المغربية الأخيرة قد لاقت تجاوبًا دوليًا متزايدًا، خاصة في ظل انخراط المغرب في ملفات التنمية ومكافحة الإرهاب وتقديم حلول واقعية للنزاعات الإقليمية.
يشير محللون إلى أن هذه التحركات ليست مجرد انتصارات رمزية، بل تعكس تحولات استراتيجية تعمل على إعادة صياغة موازين القوى في شمال إفريقيا والمنطقة العربية. كما تعزز موقع المغرب كفاعل إقليمي يحظى بالثقة ويقوم بدور متزايد في قضايا الأمن والاستقرار.
بين نيروبي ودمشق، تستمر خطوات المغرب في سبيل تثبيت الشرعية واستعادة المبادرات، في الوقت الذي تتراجع فيه الأطروحات الانفصالية، وتُطوى صفحة من محاولات التشويش على وحدة المملكة. ويبدو المشهد مهيأ لمزيد من التغيرات في الأيام القادمة، مما سيعزز من مكانة المغرب على الصعيدين الإقليمي والدولي.