السيد عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني بالمغرب، شارك مؤخرًا في الاجتماع الدولي الثالث عشر لكبار ممثلي القضايا الأمنية في موسكو. خلال هذا المنتدى، ألقى حموشي كلمة هامة رصد فيها التهديدات المتزايدة التي تواجه المغرب والعالم، داعيًا إلى تعاون أمني دولي أوسع وأكثر تكاملاً.
أكد حموشي أن التحديات الأمنية المعاصرة، مثل الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والجرائم السيبرانية، تتجاوز حدود الدول وتتطلب استجابة جماعية. مشيرا إلى ظهور بؤر إقليمية جديدة ومراكز تنظيمات إرهابية ناشئة، مما يؤكد الحاجة إلى يقظة مستمرة وتبادل للمعلومات.
فيما حذرالمدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني بالمغرب، من تزايد مخاطر الجرائم السيبرانية والاختراقات التي تستهدف البنى التحتية الحيوية والحساسة للدول، مما يستدعي تعزيز آليات الدفاع السيبراني. ولم تفته الفرصة لتسليط الضوء على الترابطات العضوية والامتدادات العابرة للحدود لشبكات الجريمة المنظمة، مشيرًا إلى إحصائيات ملموسة. فعلى سبيل المثال، كشفت الأجهزة الأمنية المغربية عن توقيف 62 أجنبيًا من 25 جنسية مختلفة خلال عام 2024 والأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، كانوا يحاولون التسلل عبر المعابر الحدودية هربًا من مذكرات توقيف دولية صادرة عن سلطات قضائية مختصة في أربع قارات،حيث أن معظم هؤلاء الأفراد المطلوبين دوليًا استفادوا من شبكات متخصصة في تزوير وثائق الهوية ووثائق السفر، مما يسهل حركتهم عبر الحدود.
وشدد حموشي على أن تحييد هذه المخاطر والتهديدات الاستراتيجية المتزايدة يتطلب إنشاء هيكل أمني مشترك وغير قابل للتجزئة. وأوضح أن هذا الهيكل يجب أن يعتمد على التعاون والتنسيق الوثيق بين أجهزة الأمن والمخابرات الوطنية في مختلف دول العالم و التعاون العادل والمنصف بين الدول لضمان نجاح أي بنية أمنية مشتركة في مواجهة التحديات المعقدة إضافة إلى تبادل المعلومات الفوري والآمن بشأن جميع التهديدات الأمنية المحددة أو المحتملة، انطلاقًا من مبدأ “رابح-رابح” لتعزيز الأمن الجماعي.
تؤكد مشاركة عبد اللطيف حموشي في هذا المنتدى الدولي المرموق المكانة المتميزة والدور الفاعل للمغرب في التعاون الأمني الدولي. كما تعكس الثقة والمصداقية التي تحظى بها الأجهزة الأمنية المغربية لدى شركائها الدوليين، كفاعل رئيسي في الجهود المشتركة للحفاظ على السلم والاستقرار الدوليين.
وقد أجرى حموشي على هامش المؤتمر لقاءات ثنائية مكثفة مع رؤساء وأعضاء عدد من أجهزة الأمن والاستخبارات من الدول الحليفة والصديقة، بما في ذلك اجتماعات مع جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، بهدف تعزيز التعاون المشترك ومواجهة المخاطر والتهديدات الناشئة.