قطعت مدينة الرياض خطوة عملاقة نحو استضافة معرض إكسبو 2030، بعد أن حصد ملف تسجيلها الاعتماد النهائي خلال اجتماع الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض، الذي عُقد مؤخرًا في العاصمة الفرنسية باريس.
يمثل هذا الإنجاز محطة حاسمة في مسيرة المملكة نحو تنظيم نسخة استثنائية من هذا الحدث العالمي البارز، حيث تسلم وفد المملكة عَلم معرض إكسبو الدولي كرمزٍ رسمي لهذه الاستضافة المرتقبة.
تُعد مرحلة الحصول على الاعتماد النهائي الأهم والأكثر حسماً في عملية تسجيل الدولة المستضيفة لأي نسخة من معارض إكسبو الدولية. وتتويجاً للجهود الدؤوبة والمثابرة التي بذلتها المملكة، يُسلط الضوء على جدية رؤيتها والتزامها بتقديم حدث عالمي يلبي أعلى المعايير الدولية. هذا الاعتماد ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو تأكيد دولي على جاهزية الرياض وقدرتها على استضافة هذا التجمع العالمي الضخم، الذي يجذب ملايين الزوار والشركات من جميع أنحاء العالم.
تخلل اجتماع الجمعية العمومية للمكتب الدولي للمعارض، عرضٌ مفصّل قدمه وفد المملكة المشارك، برئاسة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء والرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمدينة الرياض المكلف، المهندس إبراهيم بن محمد السلطان. وقد استعرض الوفد أبرز مكونات الملف الذي يُعد مرجعًا شاملاً يعكس الطموحات الكبيرة للمملكة في تنظيم نسخة فريدة من المعرض.
هذا الملف لا يقتصر على كونه مجرد خطة تنظيمية، بل هو تجسيد لرؤية المملكة الطموحة التي ترتكز على محاور أساسية مثل التقدم والابتكار والتعاون الدولي. ويهدف إكسبو 2030 الرياض إلى أن يكون منصة عالمية لتبادل الأفكار، عرض أحدث الابتكارات، وتعزيز الشراكات الدولية لمعالجة التحديات العالمية المشتركة. كما سيسعى المعرض إلى إبراز الثقافة الغنية للمملكة وتراثها العريق، مع تسليط الضوء على مستقبلها الواعد.
مع حصول الرياض على هذا الاعتماد التاريخي، تنتقل المدينة إلى مرحلة جديدة من التحضيرات المكثفة. ستشمل هذه التحضيرات تنفيذ الخطط التفصيلية للبنية التحتية، تصميم الأجنحة والمساحات المخصصة، وتطوير البرامج والفعاليات التي ستشكل جزءًا لا يتجزأ من تجربة الزوار. يتوقع أن يخلق إكسبو 2030 الرياض فرصًا اقتصادية هائلة، ويدعم النمو في قطاعات متنوعة، ويعزز مكانة المملكة كمركز عالمي للابتكار والتنمية.