تمكن المكتب الشريف للفوسفاط من تحقيق إنجاز اقتصادي هام يعكس قوة ومتانة هذه المجموعة في الأسواق المالية العالمية، إذ نجحت في جمع 1.75 مليار دولار أمريكي من خلال إصدار سندات منظمة على شطرين وهو ما يبرز الثقة الكبيرة التي يوليها المستثمرون الدوليون للمجموعة وللاقتصاد المغربي بشكل عام.
إن القدرة على تنفيذ عملية جمع الأموال بهذا الحجم وفي هذا التوقيت الدقيق، الذي يشهد تقلبات جيوسياسية واقتصادية متزايدة، له دلالات عميقة. فهو يشير بوضوح إلى متانة الملف الائتماني للمجموعة، وهو ما يعكس إدارتها الرشيدة واستراتيجياتها الناجحة على المدى الطويل. كما أن ثقة المستثمرين تعتبر شهادة قيمة على جودة المعاملات التي قامت بها المجموعة على مدى أكثر من عقد من الزمن في الأسواق الدولية، مما بنى لديها سمعة قوية ومصداقية عالية.
في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها الأسواق المالية الدولية، والتي تميزت بزيادة التقلبات وتصاعد النفور من المخاطر، خاصة تجاه مصدري الأسواق الناشئة، فإن هذا النجاح يكتسب أهمية مضاعفة. فالتوترات الجيوسياسية المستمرة، وتشديد السياسات التجارية الأمريكية، وحالة عدم اليقين بشأن السياسات النقدية، كلها عوامل كان يمكن أن تؤثر سلبًا على قدرة المجموعة على جذب الاستثمارات.
إلا أن نجاح إصدار هذه السندات يمثل “إشارة قوية إلى الثقة من الأسواق”، كما ورد في النص، ويعزز بشكل كبير مكانة OCP كفاعل مرجعي موثوق وقادر على جذب المستثمرين حتى في أصعب الظروف وأكثرها تعقيدًا. هذا الإنجاز لا يخدم مصالح المجموعة فحسب، بل يعزز أيضًا من جاذبية المغرب كوجهة استثمارية آمنة وموثوقة على الساحة الدولية.