تواجه عملية “مرحبا 2025″، التي تمثل الجسر البحري والجوي الأضخم لتسهيل عودة مغاربة العالم إلى أرض الوطن خلال موسم الصيف، تحديات جدية قد تعرقل سيرها بسلاسة. هذه التحديات تنبع من اضطرابات مهنية مرتقبة في قطاع النقل الجوي بكل من فرنسا وإسبانيا، وهما دولتان حيويتان لحركة تنقل أفراد الجالية المغربية المقيمة في أوروبا.
إضرابات مراقبي الملاحة الجوية الفرنسية تُربك حركة الطيران
ففي فرنسا، وتحديدًا في مطارات الجنوب، أعلنت نقابات مراقبي الملاحة الجوية عن إضراب يستمر من يوم أمس الخميس 3 يوليو وحتى اليوم الجمعة 4 يوليو. يأتي هذا الإضراب كاحتجاج على ما وصفوه بـ “تدهور الأوضاع الاجتماعية” والنقص الحاد في الكوادر البشرية داخل المديرية العامة للطيران المدني الفرنسية.
وتبعًا لهذه الإضرابات، أصدرت السلطات الفرنسية توجيهات لشركات الطيران بضرورة إلغاء نسبة كبيرة من الرحلات الجوية. ففي مطارات باريس، طُلب إلغاء 25% من الرحلات، بينما وصلت نسبة الإلغاء إلى 50% في مطارات الجنوب الرئيسية مثل نيس وباستيا وكالفي. كما شملت الإلغاءات 30% من الرحلات في مدن حيوية أخرى مثل ليون، مرسيليا، مونبليي، أجاكسيو وفيغاري.
تأثير واسع على المطارات الفرنسية والرحلات الاقتصادية
لم تتوقف تأثيرات الإضراب عند هذا الحد، بل طالت أيضًا مطار بوفيه (Beauvais)، الذي يُعد محطة رئيسية للرحلات الجوية “منخفضة التكلفة”. هذا الأمر ينذر باضطرابات وتأخيرات واسعة النطاق ستشمل غالبية المطارات الفرنسية، وبشكل خاص تلك التي تعتمد عليها الجالية المغربية بشكل كبير في رحلات عودتها الصيفية إلى المغرب.
مخاوف على انسيابية عودة الجالية
تثير هذه الاضطرابات مخاوف جدية بشأن قدرة عملية “مرحبا 2025” على استيعاب الأعداد الكبيرة من المسافرين بسلاسة ودون تأخيرات مفرطة. فملايين المغاربة المقيمين بالخارج يعتمدون على هذه الرحلات الجوية والبحرية للعودة إلى عائلاتهم وبلادهم خلال فترة الصيف، وأي خلل في جداول الرحلات قد يتسبب في إرباك كبير وتكاليف إضافية غير متوقعة للمسافرين. من المتوقع أن تتابع السلطات المغربية عن كثب هذه التطورات لاتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أكبر قدر من الانسيابية لعملية العودة.