بالعربي – و م ع
ويحكي هذا الفيلم، الذي تبلغ مدته 52 دقيقة، قصة “الشايعة”، رائدة الصناعة التقليدية الحسانية التي جسدت بفنها جوهر هذه الثقافة الغنية والأصيلة للصحراء المغربية، وما يزال إرثها نابضا بالحياة، حتى بعد وفاتها، في كل قطعة وعمل صممته.
لم تكن “الشايعة” مجرد صانعة تقليدية، بل كانت سفيرة حقيقية لتراثها الثقافي الغني والمتنوع. وكشف إتقانها للتقنيات التقليدية عن عمق عاطفي وارتباط حقيقي بتقاليد الأجداد.
ومن خلال رؤيتها الفنية، تأخذ المخرجة الشابة المشاهدين في رحلة إلى قلب الصحراء المغربية، وتسلط الضوء ليس فقط على مسار الصانعة التقليدية الكبيرة، بل أيضا على مسار جميع الفاعلين في قطاع الصناعة التقليدية الحسانية.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكدت المخرجة زينب التوبالي أن “الشايعة” ليست فقط صانعة تقليدية، بل هي أحد رموز الفن التقليدي في الصحراء المغربية، مشيرة إلى أن هدفها من إنجاز هذا الفيلم هو تكريم هذه الحرفية الكبيرة بطريقة إبداعية للغاية، مع نقل مشاعرها إلى الجمهور.
وقالت “بصفتي مخرجة، تقع على عاتقي مسؤولية تسليط الضوء على العاملين في قطاع الصناعة التقليدية في الصحراء المغربية”، لافتة إلى أن العاملين في هذا القطاع بحاجة إلى إبراز عملهم والاعتراف به.
وإلى جانب فيلم “الشايعة”، يتنافس عدد من الأفلام في مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة من بينها “كوبارويون” لعزيز اخوادر، و”جوك الأخير في الملاح” لحسن بنجلون، و”خيمة الرك” لسيدي محمد فاضل الجماني، و”العربي، جوستو.. والآخرون” لليلى الأمين الدمناتي وعبد الحميد كريم، و”مورا يشكاد” لخاليد زايري.
ويتعلق الأمر أيضا بـ”مول الماء” لفؤاد السويبة، و”أفضل” لكمال أورحو، و”فقاعات” لحسن معناني، و”سكين على قماش” لأميمة العشي، و”كذب أبيض” لأسماء المدير، و”رزق من ورد” لمونية الكومي، و”حراس لكصر” لعيدة بوي، و”تلمزون ذاكرة الصحراء” لأحمد بوشكة، و”ثلاثة أقمار وراء تل” لعبد اللطيف افضيل.
وتتواصل فعاليات الدورة ال 24 للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، التي ينظمها المركز السينمائي المغربي، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إلى غاية 26 أكتوبر الجاري، بعرض مجموعة من الأفلام في إطار المسابقات الرسمية للفيلم القصير والفيلم الروائي الطويل، ومسابقة الفيلم الوثائقي الطويل، ومسابقة أفلام المدارس ومعاهد السينما، إضافة إلى عروض أفلام “بانوراما” الفيلم المغربي.