الدوحة – تشكل منطقة رأس بروق إضافة مميزة إلى خارطة دولة قطر السياحية والتراثية، إذ تحولت في الآونة الأخيرة إلى وجهة بارزة تعكس تفرد التراث الثقافي والسياحي في قطر.
وتجمع رأس بروق، التي تقع على الساحل الغربي للبلاد وتضم مواقع أثرية عديدة وأصبحت قبلة للسياح، بين المغامرة والاسترخاء والإثراء الثقافي، ما يوفر لزوار المنطقة من داخل قطر وخارجها تجربة متميزة وخيارات سياحية وترفيهية متنوعة.
وتتمتع المنطقة بأهمية تاريخية وبيئية كبيرة، حيث شهد هذا الموقع تواجد الإنسان في عصور ما قبل التاريخ، كما تم اكتشاف أدوات مصنوعة من حجر الصوان استخدمت في الصيد قديما، وهو ما يقدم لمحة فريدة عن الماضي العريق لدولة قطر، ولا تزال الطبيعة البكر لمنطقة رأس بروق موقعا مهما للبحث يقدم رؤى قيمة عن التراث الأثري لدولة قطر.
وتقع رأس بروق على أطراف محمية الريم المصنفة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حيث تمثل المحمية لوحة حية للنظم البيئية الصحراوية في الشرق الأوسط، بدءا من الهضاب الحجرية إلى سهول السبخات، كما تحتضن المحمية قرى عربية تقليدية ومجتمعات صيد حرفية ومراكز لحماية الحياة البرية ومزارع نخيل، ما يعكس التزام قطر بالحفاظ على الطبيعة والتراث الثقافي.
وتتميز المنطقة بطبيعة فريدة، حيث المنحدرات البيضاء والتكوينات من الحجر الجيري الناعم، وتتناغم هذه الميزات الطبيعية مع هدوء المكان، لتقدم تجربة مميزة لزائريها تمزج بين السياحة والترفيه والاسترخاء، فضلا عن البعد الثقافي والبيئي.
وفي هذا السياق، قال أحمد حسين الخبير السياحي إن منطقة رأس بروق إضافة مميزة لوجهات القطاع السياحي داخل قطر، حيث وفرت مزيدا من الخيارات
السياحية والترفيهية للزوار من داخل وخارج قطر، مشيرا إلى أن تنويع الأنشطة السياحية التي صممت لتلبية اهتمامات وتطلعات الجميع جذبت الزوار والسياح، ما زاد وتيرة حركة النشاط السياحي بالمنطقة.
وأضاف أحمد حسين، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن رأس بروق تعد نموذجا استثنائيا يعكس تفرد التراث الثقافي والتنوع البيئي في قطر، حيث تكتسب أهمية أثرية وبيئية كبيرة، نظرا لما تحتويه من كنوز طبيعية، مشيرا إلى أن الزوار لا يستمتعون بالفعاليات والأنشطة الترفيهية فحسب، وإنما تتوفر لهم فرصة استثنائية للتعرف على التراث الطبيعي والثقافي في دولة قطر.
من جانبه، قال أيمن القدوة الخبير السياحي إن رأس بروق تمثل نقلة نوعية للنشاط السياحي في دولة قطر؛ لأنها وجهة جديدة تمزج بين الترفيه والسياحة والهدوء، منوها في هذا السياق باهتمام “قطر للسياحة” مؤخرا بمناطق جديدة خارج الدوحة، لتوفير خيارات إضافية للسياح الباحثين عن الهدوء والراحة مع توافر كافة الأنشطة التي تلبي احتياجاتهم.
وأضاف القدوة، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية “قنا”، أن رأس بروق لديها تضاريس متنوعة وتقدم للسائح أكثر من خيار، كما أنها تسهم في الحفاظ على البيئة والتنوع البيولوجي وتعزيز التجارب السياحية خارج نطاق تمركز المدن.
وتضم رأس بروق مجموعة من المناطق التي تقدم للعائلات مزيجا متناغما يجمع بين المغامرة والهدوء، أبرزها منتجع هابيتاس رأس بروق، ومنطقة ملاذ الصحراء ومدينة الأفلام، وحديقة الحياة البرية، بالإضافة إلى منطقة التخييم، فضلا عن إقامة وتنظيم فعاليات ثقافية، ما يتيح للعائلات فرصة التواصل مع التراث القطري والانغماس في تجارب الطبيعة الصحراوية.
وتتضمن المنطقة مجموعة متنوعة من الأنشطة العائلية تمكنهم من الاستمتاع بركوب الحيوانات في حديقة الحياة البرية، بالإضافة إلى ركوب الجمال والمهر والخيول، فضلا عن تجهيز مجموعة من مناطق التصوير المميزة، كما توفر منطقة التخييم تجربة تخييم صحراوية تشمل خياما خاصة ومنصات خارجية وصالات في الهواء الطلق، وهي تشكل فرصة مثالية للعائلات الباحثة عن هدوء الصحراء.
كما تضم المنطقة الصحراوية مجموعة أخرى من الأنشطة المتنوعة مثل الجولات على متن المناطيد والرماية، إضافة إلى العروض الأكروباتية وعروض صيد الصقور، وفعالية البحث عن الكنوز للأطفال وفعاليات ثقافية متنوعة، فضلا عن أن منتجع هابيتاس رأس بروق الهادئ يعد ملاذا بيئيا مميزا على ضفاف محمية الريم.
ونظرا لأهميتها الثقافية والتاريخية والبيئية، تم اختيار رأس بروق كموقع لإطلاق مبادرة صحراوية رائدة من قبل “زوروا قطر- Visit Qatar، حيث تقدم “هذه المبادرة للزوار تجربة فريدة من نوعها تجمع بين المغامرة والإثراء الثقافي والاسترخاء العائلي من خلال تنظيم أنشطة مميزة تحتفي بثقافة وتقاليد قطر.
يشار إلى أن فعاليات رأس بروق التي انطلقت في الثامن عشر من ديسمبر الماضي، تم تمديدها حتى الخامس عشر من فبراير الجاري، نظرا للإقبال الكبير الذي شهدته من قبل الزوار من جميع أنحاء العالم.